الاثنين، 2 أبريل 2012

مشكلة البلهارسيا كمدخل لتدريس العلوم البيولوجية


تنتشر الإصابة بديدان البلهارسيا في كثير من بلاد العلم ويقدر عدد المصابين بها حوالى 150 مليون نسمة في إفريقيا وأمريكا الجنوبية والشرق الأقصى وخاصة في المناطق التى تتبع في رى الأراضى الزراعية نظام الرى المستديم .
مرض البلهارسيا ومدى الإصابة به في مصر:
يصيب مرض البلهارسيا نسبة 30% تقريبا من سكان مصر أغلبهم من أطفال أعمارهم ما بين 5-15 سنة حيث تعتبر على نسبة للإصابة بهذا المرض بين دول العالم.
ويسبب مرض البلهارسيا طفيل تتميز الديدان فيه إلى ذكور وأناث وتنقسم دورة حياته إلى فترتين إحداهما تكاثر جنسى يحدث في العائل الأساسى (الإنسان) والآخر تكاثر لا جنسى يحدث في العائل الوسيط (القوقع) أى أن دورة الحياة تتضمن تبادلا في الأجيال .
وصف ديدان البلهارسيا :
ديدان مفلطحة وحيدة الجنس ( اى ان الجنس تمز إلى ذكور وإناث ) ويتراوح طول الذكر من 8-15مم والعرض حوالى 1مم ,أما الأنثى فهى أطول من الذكر وأقل منه في العرض إذ يترلوح طولها بين 12-20مم والعرض حوالى 0.2مم . ويوجد ممصان عضليان الامامى صغير في قاع فتحة الفم والخلفى كبير مصمت يقع على الجهة البطنية للجسم ويساعدان الديدان على تثبيت أجسامهم في جدار الأوعية الدموية فالأنثى جسمها أملس والممصان متساويان في الحجم أما الذكر فالممص الخلفى أكبر من المصص
الأمامى يغطى سطح جسم الذكر حلمات تكسبه خشونة وتحميه .

.


القناة الهضمية في البلهارسيا :
وهى تبدأ بفتحة الفم في قاع الممص الأمامى وتؤدى مباشرة إلى مرئ عضلى قصير يتفرع إلى قناتين معويتن تمتدان أمام الممص البطنى على جانبى الجسم وتتحدان قرب منتصف الجسم لتكوين قناة أعورية واحدة تمتد متعرجة بطول الجسم حتى تنتهى مقفلة قرب الطرف الخلفى للدودة ولا توجد فتحة شرج.


التناسل ودورة الحياة :
(أ‌)              التزواج ووضع البيض:
تعيش الديدان الصغيرة في الأوردة الكبدية فترة تقدر بحوالى 5-8 أسابيع وبعدها تكون الذكور من الديدان قد وصلت إلى مرحلة النضج الجنسى وحينئذ يحمل الذكر أنثاه في قناة الاحتضان حيث تتهيأ لها فرصة نضج أعضائه التناسلية وهى في هذا الوضع ,أما التزواج بين الذكر والأنثى فيتم أثناء انسيابها في اتجاه مضاد لاتجاه الدم من الوريد البابى الكبدى إلى الأوردة الدقيقة المنتشرة في جدار المثانة في حالة بلهارسيا المجارى البولية أو فى جدار المستقيم ف حالة بلهارسيا المستقيم , وتضع الأنثى البيض وهى مستقرة في قناة الاحتضان فيمتد طرفها الامامى حيث توجد الفتحة التناسلية خلف الممص البطنى لتصل بهذا الطرف إلى واحد من الأوعية الدموية الدقيقة فتضع بويضاتها الواحدة تلو الأخرى حتى تمتلئ فتتركه إلى وعاء دموى آخر وهكذا .
ويتميز بيض البلهارسيا بشكله البيضى ودقة حجمه وتراوح طول البيضة من 115-120ميكرون ولكل بيضة شوكة تكون طرفية في حالة بلهارسيا المجرى البولية وجانبية فى حالة بلهارسيا المستقيم .

وتساعد هذه الشوكة على اختراق البيض لجدران الأوعية الدموية عند انقباضها عقب تراجع الأنثى بعد وضع البيض كما يتسرب خلال قشرة البيض بعض إفرازت لها القدرة على إذابة الأنسجة فتساعد على اختراق البيض لجدار المثانة أو المستقيم حتى يصل إلى تجويف إحداهما ويمر منه إلى الخارج مع البول في الحالة الأولى ومع البراز في الحالة الثانية .
(ب‌)        أطوار الحياة في العائل الوسيط :
يحتوى البيض الناضج الذى يخرج مع البول أو البراز على يرقات كاملة التكوين تسمى ( الميراسيديوم ) وإذا ما وصل البول أو البراز المحتوى على البض إلى مجرى ماء عذب امتصت البيضة الماء بالانتشار الغشائى وانفجرت قشرتها وخرج منها الميراسيديوم وهو مغزلى الشكل ينتشر على جسمه أهداب رفيعة يسبح بها في الماء بحثا عن العائل الوسيط وهو أحد القواقع الحلزونية القائمة ويسمى بولينس في حالة بلهارسيا المجارى البولية , وقوقع حلزونى منبسط ويسمى قوقع بيومفلاريا في حالة بلهارسيا المستقيم



.


وفقس البويضات يتأثر بالظروف السائدة في الماء العذب فدرجة الحرارة والضوء ودرجة نقاء الماء مثلا من الأمور التى قد تؤثر في عملية الفقس كما أن وجود القواقع المناسبة في هذا الماء أمر حيوى بالنسبة للميراسيديوم بعد خروجه من البويضة فإذا لم يجد الميراسيديوم القوقع المناسب له في مدى ثلاثين ساعة تقريبا ,فإنه يهلك .أما إذا صادفه وذلك عن طريق تتبع إفرازاته فإنه يخترق جسم القوقع المناسب إلى الأنسجة الداخلية حيث يفقد أهدابه ويتحول إلى كيس جرثومى يسمى أسبوروسيست بعد ذلك تأخذ الخلايا الموجودة في هذا الكيس والتى تسمى بالخلايا الجرثومية في الانقسام المتكرر دون تزاوج وهذا ما يعرف بالتكاثر اللاجنسى حيث ينشأ جيل ثانى من الأسبورسيستات يترك الكيس الجرثومى وتتحول الخلايا الجرثومية بداخل الجيل الثانى إلى يرقات تسمى السركاريا , تنطلق السركاريا من ثقب في جدار الكيس الجرثومى في أعداد كبيرة ثم إلى الفتحات الموجودة في جسم القوقع إلى الماء المحيط به حتى تصل إلى العائل النهائى وهو الإنسان , زمما هو جدير بالذكر أن كل السركاريا التى ينتجها الميراسيديوم الواحد تنمو إلى ديدان من جنس واحد أى انها تكون إما ذكورا أوأناثا .              
                                                        

(ج) الطور المعدى والعدوى :
تعتبر السركاريا الطور المعدى لمرض البلهارسيا ويتكون جسم السركاريا الذى يبلغ طوله نصف ملليمتر من جسم بيضى وذيل مشقوق يبلغ طوله ضعف طول الجسم ويغطى جسم السركاريا أشواك دقيقة.
بعد خروج السركاريا إلى الماء تنجذب إلى الإنسان عن طريق الحرارة التى تشع من جسمه وتخترق جلده وتترك ذيلها خارج الجسم لتدخل في تيار الدم حتى تصل إلى الأوردة الكبدية .

كيفية حدوث العدوى :
تحدث العدوى باختراق السركاريا النشطة لجلد الإنسان عند نزوله في مياه الترع والمصارف الملوثة بلسركاريا وذلك أثناء الرى أو الاغتسال وقد تحدث العدوى عند شرب الماء الملوث إذا اتيح للسركاريا فرصة اختراق أغشية الفم والوصول إلى تيار الدم وهى حالات قليلة, أما إذا ابتلعها الإنسان مع ماء الشرب فإنها قد تهلك بفعل عصارات المعدة  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق