الاثنين، 2 أبريل 2012

جهود العلماء في اكتشاف البلهارسيا كمثال لأسلوب التفكير العلمى


1)   تحديد المشكلة :
يعتبر مرض البلهارسيا من أهم المشكلات البيولوجية التى حظيت بالبحث والدراسة العلمية حيث ظل الناس طويلا يعانون من مرض مصحوب ببول دموى ولم يعرفوا السبب في حدوث ذلك المرض .
كيف أصيبوا به؟ ما هى طرق الوقاية والعلاج؟
2)   جمع المعلومات :
في عام 1851م عثر الدكتور تيودور بلهارس أثناء تشريحه جثة كان صاحبها يعانى من مرض البول الدموى قبل وفاته على ديدان صغرة تعيش في الأوعية الدموية التى تحمل الدم إلى الكبد والمعروفة بالدورة البابية , وقد تعجب بلهارس في أول الأمر لأنه وجد أن هذه الديدان ذكورا فقط على خلاف مجموعة الديدان المفلطحة التى تنتمى إليها البلهارسيا والتى كانت معروفة بأنها خناث, ولكن بلهارس سرعان ما اكتشف الإناث بعد ذلك.
تمكن بلهارس من وصف هذه الديدان وصفا تشريحيا مفصلا كذلك اكتشف بلهارس نوعين مختلفين من بويضات هذه الديدان : أحداهما في بول المرضى والأخرى في برازهم , ثم تعرف علي نوع واحد من الديدان البالغة سماها آنذاك باسم (دياستوما هماتوبيوم) وتعنى بالغة الاتينية الطفيل ذو فمين أو ممصين ويعيش على الدم.
في عام 1856م أطلق عليها الباحث باخ اسم بلهارسيا اعترافا بفضل مكتشفها بلهارس حيث تعرف عليها لأول مرة وفتح ذلك طريق البحث العلمى في حل مشكلة البلهارسيا .
3)   فرض الفروض :
- في عام 1864م افترض هارلى أن بويضات البلهارسيا هى التى تسبب العدوى للإنسان في نفس العام افترض كوبولد أن قواقع الماء العذب أو القشريات المائية لها دور في نقل المرض أى أن الطفيل يعيش متطفلا عليها في بعض مراحل تكوينه , ولهذا تسمى بالعوائل المتوسطة ولعل ما جعل كوبولد يفترض ذلك هو أن الإصابة بالبلهارسيا دائما مرتبطة بالماء إلا أنه لم يستطيع أن يثبت أن لتلك الكائنات المائية دور في نقل المرض.
- في عام 1895م افترض فلكن أن مرض البول الدموى يحدث نتيجة شرب ماء به يرقات من نوع بلهارسيا هيماتوبيوم ولكنه لم يوضح حقيقة هذه اليرقات .
- في عام 1902م لاحظ كاستلانى في أوغندا وجود بويضات جانبية الشوكة في برز بعض المصابين الذين كان بولهم خاليا منها , وفرض أنها تتبع نوعا آخر غير النوع الموجود في بول المصابين .
- في عام 1903م وجد مانسون بويضات مماثلة في براز أحد المرضى من جزر الهند الغربية ووجد أن البويضات ذات الشوكة الجانبية تتبع نوعا آخر من البلهارسيا .
- في عام 1907م أطلق سامبون اسم بلهارسيا مانسونى على نوع البلهارسيا التى تتبعها البويضات ذات الشوكة الجانبية تخليدا لاسم مانسون مكتشفها , وحتى هذا التاريخ كان الدور يلعبه القوقع في حياة الطفيل أمرا لم تصل فيه التجارب العلمية إلى نتيجة وكل ما قيل عنه لم يتجاوز دائرة الفرض الذى لم يتم إثباته , ولم تستطع التوصل إلى حقيقة دورة حياة الطفيل ولا إلى طبيعة العائل الوسيط ولا إلى كيفية وصول العدوى للإنسان .
4) التجريب:
- في عام 1913م تمكن ميارى وسوزوكى في اليابان من تتبع دورة حياة الطفيل منذ الطور الذى يخرج من البويضة في الماء العذب والذى يدخل أحد القواقع ثم يتحول بداخله إلى يرقات تستطيع كل منها بعد أن تخرج من القواقع أن تخترق جلد الإنسان وتنقل العدوى
5) الاستنتاج:
في عام 1915م أوفد العلم ليبر إلى مصر وكان ضابطا في الجيش البريطانى وأثبت قاطع وجود نوعين من ديدان البلهارسيا في مصر هم بلهارسيا هيماتوبيوم ومانسونى وأن القوقع بولينس هو العائل الوسيط للنوع الأول وأن القوقع بيومفلاريا هو العائل الوسيط للنوع الثانى في مصر كما أثبت أن العدوى تتم عن طريق جلد الإنسان.
دور علماء مصر في بحث المشكلة :
أسهم عدد من علماء مصر بجهود كبيرة لعلاج مرضى البلهارسيا ومقاومة المرض ومنهم الدكتور على باشا إبراهيم الذى برع في مجال الجراحة لمضاعفات مرض البلهارسيا كاستئصال الطحال المتضخم نتيجة للإصابة بالمرض وكذلك الدكتور سليمان عزمى الذى أوضح خطورة تأثر أوعية الرئة بمرض البلهارسيا وتأثير ذلك على الدورة الدموية والقلب
أما أبحاث الدكتور محمد خليل عبدالخالق فقد أكدت فاعلية مركب الفؤادين في علاج المرضى وفاعلية كبريتات النحاس في مكافحة القواقع .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق